Saturday, March 10, 2007

ألا إن نصر الله قريب


سيقول اليائسون والمثبطون والحاقدون الذين يسمعون هذا إنه الخيال بعينه,وإنه الوهم,وإنه الغرور,فهم قد يئسوا من أنفسهم ويئسوا من صلتهم بالقوى القادر,أما نحن فنقول إنها الحقيقة التى نؤمن بها ونعمل لها (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا فى الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين,ونمكن لهم فى الأرض).
وإن القرآن ليمد هؤلاء الصابرين الآملين الذين لا يجد اليأس إلى قلوبهم سبيلا بمعان من القوة لا تفيض إلا من رحمة الله وقدرته(ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين).
متى نصر الله؟.. ألا إن نصر الله قريب..ولكنه مدخر لمن يستحقونه,ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية,الذين يثبتون على البأساء والضراء,الذين يصمدون للزلزلة,الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة,الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله,وعندما يشاء الله..وحتى عندما تبلغ المحنة ذروتها ,فهم يتطلعون – فحسب – إلى نصر الله لا إلى أى حل آخر,ولا إلى أى نصر لا يجيء من عند الله,إن الصراع لمع الباطل والصبر عليه يهب النفوس قوة ويرفعها على ذواتها ويصهرها فى بوتقة الألم فيصفو عنصرها ويضيء,ويهب العقيدة عمقاً وقوة وحيوية,وترتفع أرواح أصحاب الدعوة على كل قوى الأرض وشرورها وفتنتها وتنطلق من أغلال الحرص على الدعة والراحة والحياة,فتتلألأ الدعوة حتى فى أعين أعدائها وخصومها وعندئذٍ يدخل الناس فى دين الله أفواجاً.. وحسب المؤمن انتصارا أن يلقى ربه وهو راضٍ عنه,بثباته على الحق واستعلائه به,هذا هو الطريق..إيمان وجهاد..ومحنة وابتلاء..وصبر وثبات,وتوجه إلى الله وحده ثم يجىء النصر ثم يجىء النعيم,بهذا يدخل المؤمنون الجنة,مستحقين لها جديرين بها,بعد الجهاد و الإمتحان والصبر والثبات والتجرد لله وحده وإغفال كل ما سواه..
إنه لمن الخطأ أن يظن البعض – ممن يثبطون الهمم _ أن المحن ليست أمراً طبيعياً على طريق النصر,بل يقولون إنها تولد رجالاً لا يصلحون للقيادة,ولا يفيدون فى توجيه,حتى أصبحت المحن سبة والثبات معرة,ونتائجها سلبية لا تفيد الجماعة بل تعوقها,وبالتالي فحذارى حذارى من هذه المحن,وإياك أن تتعرض لمحنة أو تدخل سجناً فإن من ولج هذه الطريق قضى نحبه, وماتت عزيمته,وضاع فكره,ونقص عقله,وانتهت صلاحيته,وكأن البلاء من كسب البشر وليس قرين الإيمان(أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون*ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن وليعلمن الكاذبين).
والناس كذلك يقصرون النصر على صور معينة معهودة لهم,قريبة الرؤية لأعينهم..ولكن صور النصر شتى..وقد يتلبس بعضها بصور الهزيمة عند النظرة القصيرة,فإبراهيم عليه السلام وهو يلقى فى النار لا يرجع عن عقيدته ولا الدعوة إليها.. أكان فى موقف نصر أم فى موقف هزيمة..الغلام فى قصة أصحاب الأخدود قتل ولم ير النصر المبين..أكان فى موقف نصر أم فى موقف هزيمة..البنا يوم أن غدرت به الأيدي المجرمة..أكان فى موقف نصر أم فى موقف هزيمة..سيد قطب عندما أعلنها لحظة التآمر على قتله..فزت ورب الكعبة..أكان موقف نصر أم فى موقف هزيمة.

No comments: